صورة إسبانيا تثير القلق
خوان لوبيز ريغالون، مدير شركة “سيلوس قرطبة” التي لا تزال مستمرة في النمو بفضل التصدير.
خلال فترة الانتظار القصيرة التي سبقت اللقاء، شاهد الصحفيون مجموعة من العرب أثناء خروجهم -عرفوا بعد ذلك أنهم مصريون جاؤوا لعقد صفقة تجارية-. في هذا الصباح أيضا كان هناك زبائن دانماركيون، كما كانت المحادثة مع مدير شركة “سيلوس قرطبة” السيد خوان لوبيز ريغالون (1972، قرطبة) سريعة لأن زائرا آخر كان في الانتظار. أما داخل الشركة، سواء في المكاتب أو في المصنع، فإنه يلاحظ انتشار نشاط متميز يوجد، لسوء الحظ، فقط في القليل من المشاريع التجارية. إنه شيء يبعث على السرور. ذلك أنه بالرغم من كون شركة “سيلوس قرطبة” تأثرت أيضا بالأزمة الاقتصادية، فإنها لم تعان منها كأغلب الشركات. بل إنها مستمرة في النمو.
– هلا ما زالت “سيلوس قرطبة” شركة عائلية؟
– نعم، لقد قام والدي بتأسيسها سنة 1975، و انضممت إليها سنة 1994 عندما نلت شهادة ماجستير في إدارة الشركات (MBA). في تلك المرحلة كانت مداخيل الشركة تبلغ مليون أورو سنويا، و تركز على تلبية متطلبات قطاع تربية الماشية. ثم شرعنا في تنفيذ مخطط لعولمة الشركة و بدأت جولاتنا بالخارج. كانت أول المعارض التي حضرناها في الشيلي و المغرب.
– لماذا تم تبني خطة العولمة هذه؟
– إن منتوجنا لديه فرص تجارية أكبر في البلدان الفلاحية التي لا تزال في طور النمو، و التي تسعى إلى تحديث معداتها، أما في إسبانيا فهذا الأمر قد سبق القيام به. بالإضافة إلى ذلك، صادف الأمر توالي سنوات الجفاف التي أدت إلى انخفاض في النشاط الزراعي. كما استجبت لمخاوف جديدة انتابتني، حيث كنت أرغب في أن تكون مجازفاتنا متنوعة.
– هل كان من السهل إقناع والدك؟
– لم يكن ذلك صعبا، و قد عرف كيف يقود مرحلة التحول بشكل جيد جدا. لم يرغب في أن يخيب أملي، فقد أتى إلي كي يقول لي أنه أكمل مرحلته المهنية الخاصة و النجاح أو الفشل هو الآن مسؤوليتي الشخصية. من الطبيعي أن تكون هناك احتكاكات أثناء العمل اليومي، غير أنه عرف كيف يتجنب اتخاذ القرارات و أن يغامر، و من الواضح أنه كان سيتدخل لو لم تكن هناك نتائج إيجابية. لقد لقيت هذه الخطة نجاحا، و ظهر ذلك مع مرور الوقت: و الآن أصبحت تمثل خطة النجاة التي تتبناها العديد من الشركات.
-نعم، الكل يؤكد أن التصدير هو الحل بعد انهيار الاستهلاك الداخلي.
-ما يحدث هو أنه أحيانا يتم الوصول في وقت متأخر. الأمر يختلف عندما تقوم به الشركة و هي قوية على أن تقوم به و هي ضعيفة، لأنه يتطلب الاستثمار و إشهار المنتوج و دراسة المنافسة …
-بهذه الطريقة تم تجنب الأزمة الاقتصادية.
-الأزمة الاقتصادية لا تزال مستمرة، لكننا نتوفر على معاملات تجارية تبلغ 85 % بدول أخرى في طور النمو، و هذه الأزمة متواجدة بحدة أكثر في الدول الغربية و ذات طابع مالي. في دول أمريكا اللاتينية أو الدول العربية، نجدهم يضحكون عندما نخبرهم بأن أكبر مشكل في إسبانيا يتمثل في القروض، لأنه من المعتاد عندهم أن ترفض البنوك تزويدهم بالمال و حتى و لو فعلت فإنها تقوم بذلك بصعوبة. أما بالنسبة للأزمة الاقتصادية، فقد لاحظنا أثرها في قسم الهياكل المعدنية و قسم تربية الماشية لأنهما يركزان أكثر على السوق الوطني، كما عانينا من مشاكل تتعلق بعدم دفع المستحقات. لذلك قمنا بتغيير اتجاه هذه الأقسام نحو الخارج.
-هل تتوفرون على مصانع في الخارج؟
-لا، نتوفر فقط على مكاتب تجارية.
-كم هي نسبة العمال المؤهلين لديكم؟
-إذا كان المقصود هم المهندسون فلدينا 14، غير أن الكل هنا يحتاج إلى تأهيل كي يعمل معنا. في المصنع يجب التوفر على الأقل على شهادة تكوين مهني تقنية.
-ماهو سر إدارتكم؟
-يبدو لي أنه لا يجب أن نحمل المسؤولية دائما إلى العوامل الخارجية أو إلى الحكومة أو غيرها. يجب علينا أن ننظر إلى ما لم نقم به بشكل جيد، و الذي أدى إلى تدهور الأمور بعد ذلك. سأتحدث عن شركتنا على سبيل المثال: لقد انهار سوق تربية الماشية، غير أن الأمور العاجلة كانت تخفي عنا الأمور المهمة، حيث كنا منهمكين في العمل و لم نقم بعملية التكيف إلا أثناء الأزمة الاقتصادية. أرى أنه إذا كان الدين العام يرتفع فإنه لا يمكننا أن نفعل أي شيء، غير أنه يمكننا التصرف في الأمور التي بين أيدينا. إنه من الضروري التوفر على خطة، و أن نعرف أين نريد أن نصل في الأمد القصير و المتوسط. كما أظن أنه كانت تسود في إسبانيا ثقافة المجازفة، أما الأشغال التي كانت تحقق النتائج بشكل أكثر بطئا و تتطلب الكثير من الجهد فإنها كانت تلقى نظرة سلبية. لقد كانت البنوك تقول لنا أن الأرباح كانت منخفضة مقارنة مع حجم المداخيل. و طبعا، الأمر كذلك إذا ما تمت مقارنته بأرباح رأس المال في قطاع البناء.
-هل رغبتم بالاستثمار في قطاع البناء؟
-لم ندخل في أية مغامرة عقارية. و لو كنا فعلنا ذلك، ربما لم نكن لنصل إلى وضعنا الحالي.
-هل تحصلون على التمويل؟
-لم تتعامل البنوك معنا بشكل سيء للأسباب التي ذكرتها سابقا. في نهاية المطاف، مهمتها هي إقراض المال، و هي تفعل ذلك عندما تعتقد أن نسبة المجازفة ضعيفة. و طبعا، عندما ترى مدى تنوع أنشطتنا …
-لديكم شهادة الجودة إيزو 9001 الصادرة عن Aenor، هل تساعدكم في ترويج مشروعكم؟
-لقد ساعدتنا بالأحرى باعتبارها تحسنا في إجراءاتنا الداخلية أكثر من كونها خطة تجارية.
أنظر إلى الخبر بشكل كامل في يومية Diario Córdoba